من المعروف أن المراهنات جميعها غالبا ما تكون نشاطا مرتبطا بالخداع، وأول ما يتبادر للذهن عند الحديث عن الخداع في العاب القمار فإن لعبة البوكر تتبادر إلى الذهن في المقام الاول، حيث تسمح قواعد لعبة البوكر بالخداع وفقًا لتقدير اللاعب ومقدار المخاطرة التي يتحملها. وفكرة الخداع في المراهنات في أساسها بسيط للغاية، فكل ما هو مطلوب منك أن تعمل على إنشاء فكرة خاطئة في ذهن اللاعبين الأخرين حول قيم البطاقات الخاصة بك. ولكن في الحقيقة الموضوع أكبر من ذلك، فإن خداع الأخرين ليس بالأمر الهين، فقد تخوننا لغة أجسادنا بسهولة لأننا نظهر بشكل واضح بأن لا نتصرف بشكل حقيقي وبثقة مهزوزة. في هذا الموضوع سوف نلقي نظرة على التلميحات الأكثر شيوعًا التي قد تصدر من الموزع المباشر في لعبة البلاك جاك اون لاين عن البطاقة الغير مكشوفه التي يمتلكها في كل جولة من جولات اللعبة، دون أن يعرف ذلك. أيضا سوف نتكلم عن القواعد الفريدة للعبة والقيود التي تضعها مواقع الكازينو اون لاين مع موزع المباشر وصالات القمار للحد من التخمين بشأن قيمة بطاقة الموزع الغير مكشوفه. وفي الأخير، سوف نقدم بعض التعليقات الإضافية حول قدرة الموزع من خلال التلميحات أن يكون جزء من استراتيجية لعب البلاك جاك أم لا.
في العاب القمار، يُعتبر التلميح عبارة عن أي إشارة غير لفظية تعطي تلميحات عملية حول قيمة بطاقات الموزع المباشر الغير مكشوفه. من الواضح أن هذا أمر طبيعي بالنسبة للألعاب التي تتطلب القواعد فيها توزيع بطاقة أو أكثر مخفية أو مقلوبة الوجه. قيمة هذه البطاقات معروفة فقط لحامل اليد أو للموزع، ويتم الكشف عنها لأي شخص آخر في مرحلة لاحقة من اللعبة. هذا يخلق حالة من عدم اليقين، والتي في الحالة المثالية، ينبغي أن تستفز اللاعبين للعمل وفقًا لتقديرات الاحتمال حتى يتم عرض جميع قيم اليد. ومع ذلك، الناس عرضة لتأثير الشك ويحاولون تبديد هذا الشك بأي وسيلة متاحة. كل ما عليك فعله هو وضع كل لاعب على السؤال "ماذا يفعله خصمي وانا لا أفعله؟". هذا هو المكان الذي يتم فيه استخدام التلميحات.
من المفترض أن الأشخاص ذو المهارة الخاصة يمكنهم قراءتنا كما لو كنا كتب مفتوحة بالنسبة له بشكل يسمح لهم بكشف التناقض بين ما نقول وبين ما نتصرف من خلاله. وكما يمكنك على الأرجح، فإن مثل هذه المهارات قد تكون ذات قيمة عالية في العاب مثل البوكر، حيث يتم اتخاذ العديد من القرارات بناءً على حقائق يعرفها الآخرون، لكنك لا تعرف ذلك. كما ان الضعف الذي يبدو على اللاعبين الآخرين، أو الثقة الزائدة قد تؤثر على قرارنا بشأن البقاء في اللعبة من عدمه. كما يمكن أن تساعد القدرة على فهم الإشارات والتلميحات الغير لفظية في التعرف على المعطيات الحقيقية التي يملكها اللاعب أو الموزع بشكل يضمن لك اكتشاف الخداع ويعزز تخمينك في معرفة إذا ما كانت اليد مع الموزع المباشر او اللاعب الآخر قوية أو ضعيفة.
وعلى الرغم من ذلك فإن الدراسات الحديثة تؤكد ان غالبية الناس ليسوا جيدين في اكتشاف الكذب والأحتيال من خلال سلوكيات الأفراد، لدرجة أنه وفقا للبحوث التجريبية، فإن عملاء النفس لا يعتمدون اطلاقا على لغة الجسد ويرونها أقل موثوقية. والسبب في ذلك أن الشخص الذي يكذب يعرف جيدا أنه يكذب وبالتالي فإنه يسلك المسلك الذي ينفي هذه التهمة عنه، كأن ينظر في عيون السائل دون خجل، لتأكيد أنه صادق ولمعرفته بالاعتقاد الخاطئ الذي يقول إن الكاذب يخجل من النظر في العين. أيضا الشخص الذي يكذب يقلل بقدر الإمكان من لغة الجسد بالشكل الذي لا يعطي فرصة من خلال هذه الإشارات لاستنباط حقيقة ما يدور بداخله، ولهذا فإن فهم طبيعة الشخص ومراقبة سلوكياته ودراستها هي ما تعطي اللاعب فرصة حقيقية لفضح الخداع وفهم معنى تلميحات الموزع في اللعب.
في لعبة البلاك جاك ذو الموزع المباشر نعرف جميعا أننا نلعب ضد الموزع، وهذا الموزع يملك بطاقة واحدة غير مكشوفه، بينما بطاقات اللاعبين الاخرين لا تمثل لنا شيئا لأنا تكون مكشوفة، كما ان الموزع لا يقوم بإلقاء نظرة على البطاقة المخفية ليعرف قيمتها إلا إذا كانت البطاقة المكشوفة التي يملكها هي بطاقة الآس أو بطاقة الـ 10، وخلاف ذلك لا يقوم الموزع بمطالعة البطاقة الغير مكشوفة التي يملكها، وبالتالي يمكننا ان نقول أن الموزع في غالبية الأحوال لا يعرف هذه البطاقة، وبالتالي فإن اللاعبين لن يعرفوها سوى عندما يلعب الموزع في دوره.
أضف إلى ذلك أن الموزع في اللعب خاصة عندما يكون واحدا من الموزعين المحترفين، تكون معظم سلوكياته بطريقة نمطية وبدون انفعالات عاطفية، وبالتالي فإن مراقبة لغة الجسد للموزع لتخمين قيمة البطاقة الغير مكشوفة بشكل صحيح، ربما يكون اجهاد ذهني وتشويش بلا معنى.
قلنا فيما سبق أن الحالة الوحيدة المسموح للموزع فيها القاء نظرة على البطاقة الغير مكشوفه هو ان يكون لديه بطاقة الآس أو بطاقة الـ 10، وخلال قيام الموزع برؤية البطاقة يمكن للاعب ان يلاحظ قيمتها إذا ما كان قوي الملاحظة، النقطة الثانية التي يمكن الإستفادة منها فيما يخص تلميحات الموزع هو مدى قرب يد الموزع من المتبقي من رزمة البطاقات.
عندما يكون لدى الموزع بطاقات الأس أو الـ 10 فإنه يقوم بإلقاء نظرة على البطاقة الغير مكشوفة في لعبة البلاك جاك اون لاين ذات الموزع المباشر، ولكي يكون الامر سريا، فإنه يقوم بطوي البطاقة ورؤيتها بزاوية صغيرة جدا لضمان سريتها بالنسبة للاعبين. وخلال هذه اللحظات تبقى بعض البطاقات سهلة الملاحظة، بينما البطاقات الاخرى تظل صعبة القراءة. واليك الحالات:
وبالتالي فإن ملاحظة الوقت الذي يستغرقه الموزع يعطي ترجيحا لقيمة البطاقة الغير مكشوفة.
ما هو مدى تأثير بُعد يد الموزع عن رزمة البطاقات في لعبة بلاك جاك؟ يعتقد البعض أن يد الموزع عندما تكون بعيدة عن رزمة البطاقات فإن هذا يدل على ان الموزع يملك يد منخفضة، وذلك لأنه ينتظر ان يقوم بكثير من السحب. ولكن هذا التخمين غير صحيح، وذلك لأن المسافة بين الموزع ورزمة البطاقات أقل من أن تسمح للاعب بالتخمين بقيم البطاقات التي مع الموزع، وبالتالي لا يمكن البناء عليها كاحتمال يعزز من فرص اللاعب في الفوز.
على الرغم من الفائدة التي يمكن أن يحققها اللاعب من الاستفادة من فهم تلميحات الموزع بشكل صحيح في الكثير من العاب القمار، إلا ان لعبة البلاك جاك ذات الموزع المباشر لا ينطبق عليها الأمر، وذلك لأن الموزع المحترف لا تبدو عليه أي انفعالات من نتائج البطاقات، كما ان مطالعة البطاقة الغير مكشوفة بالنسبة للموزع أمر قليل الحدوث قبل اللعب مباشرة. لذلك من الأفضل أن يعتمد اللاعب على استراتيجية لعب اساسية واضحة وان يتجنب اتخاذ القرارات وفقا لتلميحات الموزع.