تختلف المعايير والأهداف كثيراً عندما يتعلق الأمر بدوافع اللجوء إلى الكازينوهات، وليس هذا فقط بل تختلف أيضاً فئات المُجتمع التي قد تصادفها في أحد الكازينوهات الليلية. الأمر الذي أصبح مُعتاد في الكازينوهات أن تجد ما لم تتوقعه وأن تسمع إلى الدوافع الخفية وأن تراها بوضوح في حالات الفرح والحزن، المكسب والخسارة وغيرها من الحالات الشعورية التي تُظهر الأنسان على سجيته وتفضح دوافع لعبه.
يلجأ البعض للكازينوهات بحثاً عن الأموال والثراء الفاحش، هؤلاء هم اللذين تجدهم مديونون ومُحبطون وخائفون دائماً. على الصعيد الآخر يأتي البعض المُمتلك لثروات وأموال لا حصر لها بحثاً عن السعادة والإثارة. تجذبهم فكرة المكسب والخسارة ويشعرون بالحماس والشغف حيال شعور تدفق الأدرينالين في جسدهم. يجذبهم فقط هذه الحالة الشعورية التي تُسيطر عليهم فقط عند ممارستهم لألعاب الكازينو المُختلفة. قد يكونوا من فئات الأغنياء ورجال الأعمال أو أصحاب المناصب الحكومية الرفيعة، قد يكونوا ممثلين أو مغنيين مشهورين. ولكن على الأرجح ستجدهم لاعبين مشهورين، وهذا ما سيتحدث عنه مقالنا.
علاقة الرياضيين بالكازينوهات
تتناسب الإثارة مع الرياضيين إلى حد كبير، بل وتصبح جزء من شخصياتهم مع الوقت. ستجد أن اغلب الرياضيين على أتم استعداد لخسارة الملايين في سبيل تحقيق هذه الإثارة والسعادة لأنفسهم. تتكون الشخصية التنافسية الساعية للإثارة والربح بغض النظر عن العائد المادي لدى اللاعبين والرياضيين في جميع أنحاء العالم. وتأخذ هذه الشخصية التنافسية حجم أكبر مع مرور الوقت ومع التعمق أكثر في الرياضة بجميع أنواعها وأشكالها. على الجانب الأخر، يحصل اللاعبين والرياضيين على رواتب باهظة –تُعتبر هي الأعلى على الإطلاق - في جميع بلاد العالم وفي مُختلف الرياضات. وأشارت الدراسات النفسية والعصبية التي أجريت حديثاً حول سلوك الأفراد الرياضيين أن بعد حصول الشخص على المليون الأول في حياته تنتفض لديه خلايا الإنجاز والرغبة في تحقيق المزيد من الإنجازات سواء بالحصول على أموال أكثر أو من خلال الألعاب والنشاطات التي تتطلب قدرة تنافسية عالية وبالتالي تُشبع الرغبة في الإنجاز بشكل كبير. فمع وجود الملايين في الحساب المصرفي للرياضيين واللاعبين تتكون رغبة داخلية لما هو أكثر وأبعد من المليون، وبالتالي يلجؤون بشكل أو بآخر للألعاب التي تتسم بالإثارة والربح في آنِ واحد. ولذلك تُعتبر ألعاب الكازينو أحد أهم وأكثر هذه الملاجئ التي يلجأ إليها هؤلاء الأشخاص.
قصص الرياضيين في الكازينوهات
بُناء على التحليل النفسي السابق ذكره، انتشر الرياضيين في ساحات الكازينوهات وأصبح لديهم الشغف الكبير لتحقيق النجاح الذي اختبروه في الرياضة في الكازينوهات أيضاً، لاسيما أنه يوجد جزء كبير من ألعاب القمار والكازينو تختص في المراهنات الرياضية. وإليك عزيزي القارئ قائمة بأشهر قصص الرياضيين مع الكازينوهات في العالم:
- تايجر وودز: يحتل لاعب الجولف الشهير تايجر وودز أول القائمة الخاصة باللاعبين المُدمنين لألعاب الكازينو، خاصةً ألعاب البلاك جاك والتي تُعتبر هي الأشهر على الإطلاق. لا ترتبط شهرته بكونه دائم المُراهنة بمبالغ كبيرة قد تتراوح بين 25000 دولار إلى مليون دولار لكل مُراهنة ولكن ترتبط شهرته على الأرجح باحترافية استراتيجية اللعب الهائلة الخاصة به عندما يتعلق الأمر بألعاب القمار الورقية مثل البلاك جاك وغيرها.
- مايكل جوردان: على عكس تايجر وودز المشهور بالاحترافية والربح، يحتل لاعب كرة السلة الشهير مايكل جوردان المرتبة الثانية من القائمة من حيث إصراره على اللعب على الرغم من خسارته المستمرة وعلى الرغم من تاريخه الطويل مع ألعاب القمار. اشتعلت نار الإنجاز والإثارة في قلب مايكل في اللية التي سبقت مباراته ضد نيكس واعترف أنه خسر 165000 دولار ولكنه لم يتوقف عن اللعب بل ظل يلعب إلى أن خسر حوالي 6 ملايين دولار في عام 2007.
- ماريو بالوتيلي: يأتي ماريو لاعب كرة القدم السابق في ليفربول ومانشستر سيتي في القائمة من حيث حسن الخلق والاستخدام الجيد بأرباحه من ألعاب القمار. حيث يعشق هو الأخر الربح والفوز ولكنه أيضاً يستطيع أن يستخدم هذه الإمكانيات لمساعدة الغير عندما قدم 1000 جنية إسترليني لشخص مُحتاج بعد حصوله على أرباح تُقدر بحوالي 25000 جنيه إسترليني.
- وين روني: قد يصل شغف ألعاب القمار إلى حد الجنون عند بعض اللاعبين الذين لا يستطيعون التحكم في أنفسهم على الإطلاق مثل لاعب كرة القدم الإنجليزية الشهير وين روني. لم يعتد روني كثيراً بتصفيات كأس العالم في بلاروسيا عام 2008 مثلما أبدى اهتمام كبير بضرورة المراهنة على الألعاب الرياضية قبل المباراة. حيث اعترف أنه راهن بحوالي 700 ألف جنيه إسترليني بالدين ولكن انتهى به المطاف قبل عودته إلى بلاده بخسار جسيمة تبلغ 100000 دولار في يوم واحد عند مراهنته على كرة القدم وسباق الخيل المشهور هو بالمراهنة عليهم دائماً.
- تشارلز باركلي: يُعتبر تشارلز باركلي مادة خصبة للأبحاث السلوكية التي يتم إجراءها بشكل دوري على سلوك اللاعبين والرياضيين في ساحات الكازينوهات. حيث أشار لاعب كرة السلة الشهير تشارلز في المقابلة التي أجراها مع جراهام بنسينجر أنه لا يطمح إلى الفوز الكثير في ألعاب القمار بل هو يطمح فقط لشعور الفوز والإنجاز ولو مرة واحدة. وهذا ما يفسر خسارته لحوالي مليون دولار على الأقل في يوم واحد فقط.
- مايكل فيلبس: يُعتبر مايكل اللاعب الأكثر تصريحاً عن حبه وشغفه لألعاب القمار وقد ظهر هذا الشغف عندما نشر تغريده من الحساب الخاص به لصورة ورقة تبلغ قيمتها 100000 دولار أمريكي مُعلقاً أنها تختص بألعاب البوكر والمراهنات العالمية. ولذلك انتشرت الشائعات كثيراً حول مايكل فيلبس بأنه الأكثر ربحاً في قائمة الرياضيين حيث تُقدر القيمة الإجمالية للأرباح الخاصة به حوالي 55 مليون دولار. كما وصل به الشغف لألعاب القمار بمشاركته بحوالي 500 دولار في المهرجان الأول للعبة البوكر العالمية الذي انعقد عام 2013.
- فلويد مايويذر: سار فلويد الملاكم المشهور على خُطى مايكل فيلبس من حيث إعلانه عن شغفه لألعاب القمار حينما غرد صورة للمراهنات الرياضية اون لاين المُشترك فيها. وقد انتشرت الشائعات بأنه يربح مئات الآلاف من الدولارات من وراء الرهانات.
- بول هورنونج: نختم قائمتنا بفضيحة لاعب الكرة الشهير بول عندما أُكتشف أنه يراهن بعدة مئات من الدولارات على اتحاد الكرة الأمريكي عام 1963 وبالتالي تم حظره من اللعب لموسم واحد.
المراهنة على المباريات الرياضية والمقامرة في العاب الكازينو اون لاين هي نشاط تجاري كبير بين المشاهير، ومن الواضح أن لديهم الكثير من المال لإهدارها. مع شخصياتهم التنافسية، غرورهم، وأساليب حياتهم الباهظة، فلا عجب أن ينتهي الأمر بهم إلى أن يكونوا مدمنين على الأدرينالين وكما مدمنين على الفوز.