في الآونة الأخيرة، إزدات وتيرة ضيافة العديد من الأحداث الرياضية العالمية في دول الخليج مثل مباريات كرة القدم العالمية في السعودية، سباقات الفورمولا وان وسباقات الخيل في الإمارات، وقد برز من بينها سباق الخيول في السعودية الذي يعتبر من أغلى سباق خيل في العالم، حيث قدم جوائز للفائزين به تقدر بقيمة 20 مليون دولار، ويعتبر هذا أحدث الإستمارات في البطولات الرياضية التي تقوم بها المملكة في القطاع الرياضي لتحسين الشكل النمطي المعروف عنها.سباق الخيل في السعودية هو الأغنى في تاريخ سباقات الخيول
إستضافت المملكة العربية السعودية سباق الخيول في مدينة الرياض، على مضمار سباق الذي يحمل اسم الملك عبد العزيز، ويمتد طوله إلى 1800 متر، على حلبة ترابية تشمل 14 ملعب والذي بلغ إجمالي الجوائز التي تم توزيعها على الفرسان الفائزين في هذا السباق 20 مليون دولار، جائزة الفائز الأول بقيمة 10 مليون دولار، في حين بلغت قيمة جائزة الفائز بالمركز الثاني 3.5 مليون دولار، وتتدرج الجوائز حتى الفائز بالمركز العاشر.
كما شمل هذا السباق 7 سباقات أخرى في الدور التمهيدي، أقيمت على حلبات مختلفة ترابية وعشبية، ووصل إجمالي جوائز هذه السباقات السبعة 9.2 مليون، وهكذا يصل إجمالي جوائز السباق إلى 29.2 مليون دولار لأول مرة في تاريخ المملكة، والذي قام بمشاهدته حوالي 10 آلاف متفرج.
وصرح مدير البطولة "توم رايان" لإحدى الوكالات الإخبارية قائلاً: نحن في أول خطواتنا في مسيرة في غاية الأهمية في تاريخ البلاد، نسعى فيها إلى جعل السباق المحلي في نفس أهمية السباقات الدولية الأخرى"، وأضاف قائلاً: إن هذا السباق الذي يعتبر الأغنى في العالم، سيساهم في توجيه أنظار ملايين من عشاق هذه النوعية من السباقات لقطاع الرياضية في المملكة السعودية، علاوة على الاستفادة من التطور في قطاع الاتصالات الدولية وانفتاح القطاع الصناعي على هذا السباق، ستساهم في جعل بصمات الدولة واضحة ليصبح هذا الحدث الهام بطابع دولي، وهذا ما صرح به رايان في نادي جوكي السعودي لوكالة "فرانس برس"..
فيما صرح مقبل الزايني الصحفي في صحيفة الرياض المتخصصة في الرياضة: " إن هذا السباق يستثمر الثقافة السعودية الموروثة منذ مئات السنين، والذي يعتبر الخيل من أهم رموزها".
يأتي سباق بيغاسوس للخيل الذي يقام في الولايات المتحدة الأمريكية، في مقدمة سباقات الخيل الأكثر شهرة، علاوة على سباق دُبي العالمي للخيل. مع العلم أن سباق بيغاسوس الدولي للخيل، كان يعتبر هو السباق الأغنى عالمياً، حيث كان يصل إجمالي الجوائز به إلى 16 مليون، وذلك في النسخة التي أقيمت عام 2018، في حين يصل إجمالي جوائز سباق خيل دُبي الدولي إلى 12 مليون دولار. وخلفت المملكة السعودية بصمتها على سباقات الخيل العالمية من خلال مضمار سباق الخيل الطويل، الفنادق الترفة وجوائز السباق ذات مبالغ خيالية.
أهم الفرسان المشاركين في سباق خيل السعودية الدولي
ومن ضمن التغييرات الواضحة في سياسة المملكة التي تسعى لإظهارها للمجتمع الدولي في سباق الخيل هذا، الموافقة للمرة الأولى في تاريخها بمشاركة فارسات فيها، وتأتي فرانكي ديتوري الإيطالية في مقدمة هؤلاء الفارسات، أيضاً هناك الفارسة نيكولا كوري مع خمسة فارسات أخريات، والتي تقودهم ديتوري في سباق يحدث للمرة الأولى يمر بأربعة نقاط، في منافسة ضد 7 فرسان رجال.
وصرح الأمير بندر بن خالد رئيس نادي جوكي السعودي لصحيفة الرياض قائلاً: " يسعد المملكة أن تقدم الترحيب الشديد بأفضل الفرسان في العالم المشاركين في السباق، في منافسة قوية".
فيما أضاف بن بندر قائلاً: " سيسير السباق بطريقة تقليدية، حيث نشاهد الفرسان والفارسات يتنافسون على أرض الحلبة، ونحن نفخر بمواصلة هذا الشكل التقليدي العظيم الذي سيجري في اجازة نهاية الأسبوع الجاري على ملعب الملك عبد العزيز بمدينة الرياض".
ويأتي الفارس ماكينزي في مقدمة أفضل الفرسان المشاركين في سباق المملكة السعودية، والذي فاز عام 2019 بالمركز الثاني في بطولة كأس المربيين الشهير، والذي كان يدربه الفارس بوب بافرت، والذي كان من أهم الفرسان سابقاً حيث حقق رقم قياسي جديدة في بطولة كأي دُبي الدولي، بجانب انتصارات ثلاثة أخرى.
هناك أيضاً الفارس الأمريكي Maximum Security والذي فاز في ديربي ولاية كنتاكي الامريكية العام المنصرم، ولكن للأسف أعلنت إدارة السباق عن استبعاده، ولم يصنع بعدها إنجازات تذكر.
وتشهد المملكة السعودية نشاط وتطور كبير منذ أصبح الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، حيث تبنى خطة 2030 لتنمية المملكة، لتحسين موارد البلاد بعيداً عن الإستثمارات النفطية، وتحسين صورة البلاد أمام المجتمع الدولي، أيضاً تصميم أسم سباق المملكة للخيل، هو من إبتكار ولي العهد محمد بن سلمان.
وفي قطاع الرياضية وبخلاف سباق المملكة للخيل الدولي، قامت السعودية في وقت سابق من العام الجاري بتنظيم رالي داكار، الذي يعتبر من أكثر سباقات سيارات السرعة شراسة وقوة، أما في العام الماضي قامت المملكة باستضافة مباراة النهائي لبطولة كأس السوبر الإيطالية ونظيرتها الإسبانية، الأمر الذي تواجد معه نجوم كرة القدم الأشهر في العالم مثل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
جميع هذة الأحداث الرياضية وإستثماراتها في الدول العربية، وخاصة في السعودية، أدت الى خلق قفزة في مجال المراهنات الرياضية على الإنترنت في الدول العربية حيث إزداد عدد المراهنين العرب في مواقع المراهنات الرياضية بشكل كبير.
وفي الجهة المقابلة، يوجه النشطاء في المنظمات الحقوقية اتهامات للأسرة الحاكمة في السعودية، على استغلالهم لمثل هذه الأحداث الرياضية وتنظيم المسابقات واستضافة المباريات الهامة للتخفيف من الانطباع المعروف عنهم. في حين يقول النقاد أن النهضة الرياضية التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان، المقصود منها تهدئة الإحباط في المجتمع المحلي، وخاصة بعد التراجع في معدل نمو الاقتصاد، مما ترتب عليه ارتفاع معدل البطالة بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، والذي تبلغ نسبتهم ثلث تعداد السكان في البلاد.
وقالت خبيرة شؤون الشرق الأوسط "ياسمين فاروق" التي تعمل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: " إن الأموال التي تقوم المملكة السعودية باستثمارها في استضافة الأحداث الرياضية مثل سباق الخيل الدولي، يعتبر بمثابة استثمار ضمن حملة من العلاقات العامة في البلاد يقودها ولي العهد محمد بن سلمان ، من أجل تحسين الانطباع العام عنها أمام المجتمع الغربي، هذا الانطباع الذي تشوه بسبب عدة أحداث سياسية سيئة".
وبقدوم ولي العهد إلى الحكم في المملكة والتوجه ناحية النشاط الرياضي والثقافي، ساعد الإنفتاح على العالم الخارجي وقد واكب هذا الأمر إستضافة المملكة للعديد من الأنشطة الرياضية، وزيادة اهتمام السعوديين بمجال المراهنات الرياضية على الإنترنت، وخاصة مراهنات سباق الخيل وأيضاُ مراهنات كرة القدم اون لاين. أضف إلى ذلك تعزيز الجانب الإقتصادي من خلال تنويع مصادر الاقتصاد السعودي باعتبار الإستثمار في المجال الرياضي نوع مهم جدا من أنواع الإقتصاد في الفترة الأخير.