تزدهر سوق الألعاب الإلكترونية في السعودية يومًا بعد يوم. فلا شك أن الألعاب الإلكترونية هي أحد وسائل الحديثة والعصرية التي يستخدمها السعوديون من أجل الترفيه وقضاء وقت الفراغ. هذه الألعاب التي لا تقتصر على فئة معينة من البشر، ولكنها تشمل السيدات إلى جانب الرجال أيضًا. ليس ذلك فقط، بل يتجه نحو هذه الألعاب أشخاص من مختلف الفئات العمرية. أشارت بعض التقارير الإحصائية التي قدمتها منظمة GFK إلى زيادة بنسبة 10% في القاعدة الجماهيرية للألعاب الإلكترونية في السعودية، مع وجود قاعدة جماهيرية جديدة لهذه الألعاب الحديثة. هذه الزيادة دفعتنا إلى البحث من أجل الوصول لأسباب التي أدت إلى ذلك.
تهتم الكثير من الهيئات والمنظمات الإحصائية سواء الخاصة أو الحكومية بقياس معدلات تغيير سلوك الفرد في كافة نواحي الحياة. بغض النظر عن أسباب التي تدفعها إلى ذلك، كان هناك اهتمام بمعرفة الأسباب التي ساهمت في ازدهار سوق الألعاب الإلكترونية في السعودية. من هذه الأسباب:
كانت أحد أهم أسباب ازدهار الألعاب الإلكترونية في المملكة العربية السعودية هو انتشار الهواتف الذكية. ففي الماضي، كانت تقتصر الألعاب الإلكترونية على أجهزة الحاسب الآلي أو الكمبيوتر. كان الاستخدام الأساسي للهواتف الذكية هو الاتصال الهاتفي، الاتصال بالإنترنت، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي او ارسال واستقبال الرسائل. مع استمرار هذه الاستخدامات للهواتف الذكية، ظهر استخدام أساسي أخر وهو الألعاب الإلكترونية. فالكثير من مستخدمي الهواتف الذكية لديهم ألعاب إلكترونية مثبتة بشكل دائم يمكنهم الوصول إليها في أي وقت وأي مكان. اصبح متاجر التطبيقات مليئة بالعديد من الألعاب الإلكترونية التي اصحبت الملاذ للكثيرين من السعودية من أجل الترفيه وقضاء وقت الفراغ. تشير بعض التقارير إلى أن ارتفاع متوسط الوقت الذي يقضيه اللاعبين في السعودية مما يركد بالفعل زيادة وازدهار الألعاب الإلكترونية.
نقطة أخرى هنا وهي سهولة الوصول لخدمات الإنترنت في السعودية وانخفاض أسعارها. هذه الخدمة سهلت عملية تحميل الألعاب الإلكترونية والاستمتاع بها وخاصة أن الكثير منها اون لاين أي يجب ان يكون لديك اتصال بالإنترنت لكي تتمكن من اللعب. في الماضي، لم يكن من السهل الوصول لاتصال جيد بالإنترنت مع ارتفاع أسعار الحصول على خدمات الإنترنت في نفس الوقت مما كان يجعل عملية الوصول للألعاب الإلكترونية صعب في ذلك الوقت.
اصيب العالم بفيروس كورونا COVID-19. هذا الفيروس اللعين الذي أصاب العالم كله، إن لم يكن بالعدوى نفسها سيكون ببعض الجوانب والتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى. أدى هذا الفيروس إلى وضع السعودية في حالة عزلة اجتماعية وتطبيق الكثير من الإجراءات الصارمة من أجل الحد منه. هذه العزلة الاجتماعية دفعت الكثيرين إلى البحث عن طرق ووسائل أخرى للتسلية والترفيه. كانت الألعاب الإلكترونية أحد هذه الوسائل المتاحة للجميع. فلا يخلو منزل من أجهزة الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية أيضًا. كانت الألعاب الإلكترونية ملجأ للسيدات والرجال، الكبار والصغار بدون تفرقة.
زادت متوسط الساعات التي يقضيها اللاعبين في الألعاب الإلكترونية بشكل كبير أثناء فترة الإغلاق. ليس ذلك فقط، بل أن هذا المتوسط ظل في ارتفاع ملحوظ بعد انتهاء فترة الإغلاق عن المعدل الطبيعي مقارنة بالفترة قبل الإغلاق. يصل هذا المتوسط إلى ساعة ونصف يوميًا من الألعاب وهو ما يعتبر زيادة بنسبة 45% عن النسبة قبل فترة الإغلاق.
تتوفر الغالبية العظمى من الألعاب الإلكترونية بشكل مجاني على متاجر التطبيقات سواء الخاصة بالهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر. على الرغم من ذلك، الكثير من هذه الألعاب تحتوي على عمليات شراء داخل التطبيق. بمعني أنه يمكنك شراء بعض المزايا بمقابل مادي في اللعبة. مع قضاء الكثير من الوقت في اللعبة، يشعر الفرد بأنه في حاجة إلى هذه المزايا من أجل زيادة مستواه أو قوته في اللعبة.
تشير الإحصائية التي قدمتها منظمة GFK بأن ما يصل إلى نسبة 50% من مستخدمي الألعاب الإلكترونية في السعودية قد قاموا بتحميل هذه الألعاب على هواتفهم الذكية وإجراء عمليات الشراء داخل التطبيق التي تحثنا عنها أعلاه. بلغ متوسط إنفاق الفرد على عمليات الشراء هذه ما يصل إلى 42 ريال سعودي. أشارت التقارير أيضًا إلى أن نسبة 25% ممن شملتهم عملية الاستطلاع يفضلون اللعب بدون اتصال بالإنترنت. نفس الفئة هذه عبروا عن استيائهم عن عدم قدرتهم على الوصول لبعض الألعاب الإلكترونية بدون إنترنت.
ازدهار الألعاب الإلكترونية في السعودية كان له تأثير على قطاع تجارة الأجهزة المخصصة للألعاب الإلكترونية. من بين الإحصائيات التي قدمتها نفس الشركة، فهناك إحصائية أكدت أن ما يصل إلى 57% من الأجهزة التي تم شراؤها خلال فترة الإغلاق نتيجة تفشي فيروس كورونا كانت مخصصة للألعاب الإلكترونية. تشمل هذه النسبة أجهزة الكمبيوتر المحمولة ومكونات أجهزة الكمبيوتر العادية. بعد انتهاء فترة الإغلاق، أكدت نسبة كبيرة من الذين شاركوا في الاستطلاع رغبتهم في شراء أجهزة مخصصة للألعاب الإلكترونية.
شهدت أيضًا منصات الألعاب الإلكترونية على الإنترنت الكثير من الإقبال في فترة تفشي فيروس كورونا. زادت نسبة اللاعبين على هذه المنصات إلى 63% عن الفترة ما قبل الحظر والإغلاق. فسهولة الوصول لهذه المنصات أصبح في غاية السهولة مع حرص هذه المنصات على توفير العديد من المزايا للاعبين مثل الأمان، الخصوصية والمكافآت. من بين أهم فئات الألعاب التي شهدت نموًا كبيرًا: العاب المغامرات والأكشن، الرياضة، الحركة والسباقات بينما جاءت العاب الكازينو على الانترنت في المرتبة الاولى، اما المراهنات الرياضية في المرتبة الثانية.
هذه الفئة الأخيرة من الألعاب كانت الفئة الأكثر ازدهارًا في الألعاب الإلكترونية في السوق السعودي. فمع ما توفره مواقع الكازينو اون لاين من مكافآت، المزيد من الأمان وأعلى مستويات الخصوصية ساعدها على كسب ثقة اللاعبين من السعودية. توفر كل منصة من منصات مواقع الكازينو اون لاين أعداد كبيرة من الألعاب تصل إلى المئات وربما الآلاف. تتنوع هذه الألعاب بين العاب ماكينات القمار أو ما نطلق عليها العاب السلوتس اون لاين. هذا بالإضافة إلى العاب الطاولة المتنوعة مثل البلاك جاك، روليت اون لاين، الباكارات، الكرابس والعاب الموزع المباشر الممتعة. علاوة على ذلك، فإن من الأمور التي ساعدت على نمو العاب الكازينو اون لاين هو أنها توفر للاعبين المتعة وارباح حقيقية على خلاف الكثير من الألعاب الإلكترونية الأخرى.